دخل أعرابي السوق وقد دفن في نفسه ابتياع حمار . وما إن حل فيه ونزل ببابه , حتى شخص أمامه طيف رجل كأنه شيطان ، فانفلت إلى الخلف فزعا.
- أعوذ بالله ...!!!؟؟ .
- وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ... طلباتك يا سيدي ... لدينا ماعز بدينة و نعاج سمينة ، لدينا حمام و دجاج من التونسي و الحاج ... قرب وجرب ...
استرد الأعرابي معالم جسده وذابت في وجهه ملامح الإنزعاج
- أريد أكرمك الله حمارا ، يميل عن أقرانه بندرة .
- صف ينكشف !!!؟؟.
- أريده حمارا قوي البنية وسيم الهيئة ، مجدول الذيل... أليلا كالليل ، لا مرتفعا طولا... ولا قصيرا معلولا ، صدره كلون الغمام... ظهره مخبوء العظام...ورأسه في همة مرسوما نحو الأمام .لا يعلن ضجيجا عند اختلاط ، وأريده حسن النهيق... جاف الريق ، سريع الإلف... نظيف الأنف ، واسع العينين... عظيم الإليتين .
و أريده ناصع الأسنان... يمشي في اطمئنان ، يصغي للكلام... و أذناه بطول الأقلام .
فاغتاظ الرجل من ذاك واختطف الأعرابي من ثوبه بكلتا يديه و قال :
- أخطأت يا أخي ... مع السلا مة ... لا نبيع هنا حمار الحكيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق